الاثنين، 8 نوفمبر 2010

قصة مسافر


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كان هناك رجلا مسافرا في رحلة مع زوجته وأولاده
وفى الطريق قابل شخصا واقفا في الطريق فسأله...من أنت'؟
قال
أنا المال…..
فسأل الرجل زوجته وأولاده
هل ندعه يركب معنا ؟
فقالوا جميعا
نعم بالطبع فبالمال يمكننا إن نفعل اى شيء
وان نمتلك اى شيء نريده
فركب معهم المال
وسارت السيارة حتى قابل شخصا آخر
فسأله الأب : من أنت؟

فقال
انا السلطة والمنصب……
فسأل الأب زوجته وأولاده...هل ندعه يركب معنا ؟
فأجابوا جميعا بصوت واحد
نعم بالطبع فبالسلطة والمنصب نستطيع إن نفعل اى شيء
وان نمتلك اى شيء نريده
فركب معهم السلطة والمنصب
وسارت السيارة تكمل رحلتها
وهكذا قابل أشخاص كثيرين بكل شهوات وملذات ومتع الدنيا
حتى قابلوا شخصا
فسأله الأب
من أنت ؟
قال
انا الدين…..
فقال الأب والزوجة والأولاد في صوت واحد
ليس هذا وقته
نحن نريد الدنيا ومتاعها
والدين سيحرمنا منها وسيقيدنا
و سنتعب في الالتزام بتعاليمه
و حلال وحرام وصلاة وحجاب وصيام
و و و وسيشق ذلك علينا
ولكن من الممكن إن نرجع إليك بعد إن نستمتع بالدنيا وما فيها
فتركوه وسارت السيارة تكمل رحلتها
وفجأة وجدوا على الطريق
نقطة تفتيش
وكلمة قف
ووجدوا رجلا يشير للأب إن ينزل ويترك السيارة
فقال الرجل للأب
انتهت الرحلة بالنسبة لك
وعليك إن تنزل وتذهب معى
فوجم الاب في ذهول ولم ينطق
فقال له الرجل
أنا افتش عن الدين......هل معك الدين؟
فقال الأب
لا
لقد تركته على بعد مسافة قليلة
فدعنى أرجع وآتى به
فقال له الرجل
انك لن تستطيع فعل هذا فالرحلة انتهت والرجوع مستحيل
فقال الاب
ولكننى معى في السيارة المال والسلطة والمنصب والزوجة
والاولاد
و..و..و..و
فقال له الرجل
انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا
وستترك كل هذا
وما كان لينفعك الا الدين الذى تركته في الطريق
فسأله الاب
من انت ؟
قال الرجل
انا الموت …..
الذى كنت غافل عنه ولم تعمل حسابه
ونظر الاب للسيارة
فوجد زوجته تقود السيارة بدلا منه
وبدأت السيارة تتحرك لتكمل رحلتها وفيها الاولاد والمال والسلطة
ولم ينزل معه أحد

الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010

دروس وعبر من الحج


كما سنرى أيها الأحبة من خلال هذه الرحلة المباركة، ومن خلال المناسك؛ أن رحلة الحج ترمز بشكل قوي إلى موضوع عدم القرار، وعدم الإخلاد إلى الأرض والركون إليها، أو إن شئت فقل: "الرحيل"؛ لأنه مهما حللنا في مكان، ومهما استوطناه وعمَّرنا فيه؛ فلا بد من الرحيل، فالدنيا كالقنطرة طالت أم قصرت.

- في بلدك تترك أهلك وأحبابك وأموالك وديارك وفراشك؛ لتحمل حقيبة بها ما يبلغك هذه الرحلة، وتذهب إلى مكان جديد... رحيل... رحيل.

- ثم تذهب إلى مكة، وتقوم بمناسك العمرة، ثم تتحلل من عمرتك، وتجلس في محل إقامتك، وتستقر على فراشك، ويهدأ بالك بالصلاة في الحرم والعبادة والذكر، ثم يأتي الموعد... المناسك.. يوم 8 ذي الحجة، فإذا بك تجهِّز حقيبتك للأيام القادمة، وتترك مكانك الجديد الذي استقر بك المقام فيه، وتذهب إلى هذه الأماكن الجديدة... رحيل.. رحيل.

- ثم تمكث في منى من الظهر حتى نهاية اليوم، وتأنس بالمكان وتتأقلم معه، ثم بعد الفجر تحمل حقيبتك على ظهرك وتتوجه إلى عرفات الله... الرحيل.. الرحيل.

- ثم تبقى في عرفات اليوم كله مناجيًا ربك، ذاكرًا له، شاكرًا لأنعمه داعيًا ملبيًا مهللاًّ حتى تصفرّ الشمس وتبدأ في الغروب، فإذا بك مسرعًا تجري إلى حقيبتك فتجمعها وتحملها على ظهرك... الرحيل.. الرحيل.

- فتذهب إلى مزدلفة، وتخرج فراشك من حقيبتك، وتمدد جسدك- بعد صلاة المغرب والعشاء جمعًا- حتى الفجر.. فإذا من يوقظك للفجر، فتقوم مسرعًا بجمع أمتعتك وحمل حقيبتك على ظهرك... الرحيل.. الرحيل.

- فتتوجه إلى منى مرة ثانية، ومنى هذه المرة بلدة تنشأ في خلال يوم، ومدينة تعمر، ومعسكر ينصب، ويعيش فيه كل الجنسيات وكل اللغات، فأول اليوم مرهق شاق؛ رمي الجمرات.. الذبح.. ثم التحلل، وربما ذهب البعض للطواف والسعي والعودة... فيستريح ويتأقلم مرة ثانية بالمكان، فإذا به في اليوم الثاني يتعرف على من حوله من المخيمات؛ سواء أكانوا من بلده أم من بلاد أخرى.. ولربما قام البعض بمسابقات ثقافية قرآنية بين بعض الأفواج.. جو جميل، إيماني رباني قرآني.. رحمة.. مودة.. بر.. صلة.. ثم اليوم الرابع من الظهر تجمع الحقيبة، وتضعها على ظهرك بعد كل ذلك الجو الجميل... الرحيل.. الرحيل.

- ثم تذهب إلى مكة.. إلى فراشك القديم الذي بعدت عنه خمس أو ست ليال، فتأنس به، وتشتاق إليه، وتمكث في مكة ما شاء الله لك إلى يوم الانصراف، فطواف الوداع وجمع الحقائب، ثم... الرحيل.. الرحيل.

إلى أين هذه المرة؟... إلى المدينة المنورة... بلد الحبيب صلى الله عليه وسلم.

- فتذهب إلى المدينة، ويستريح جسدك في حجرتك، وتزور المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتسلم عليه، وتجلس إلى جواره في الروضة الشريفة، وتذهب الذكريات والتاريخ، وتجيء من هنا وهناك.. صحابة.. غزوات.. فتوحات.

ثم إلى اليوم الموعود... الانصراف من المدينة... الرحيل.. الرحيل.

مواقف.. تربية.. تعليم.. هدي.

الإنسان والحج وعدم التثاقل إلى الأرض والارتباط بها... فهي رحلة تعوِّد على التخفف، تعوِّد على الرحيل.

كما أنها في المقام الأعلى رحلة تسليم.. رحلة... لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.
إلى الملتقى في الجنة إن شاء الله...

الحج دروس وعبر

كما سنرى أيها الأحبة من خلال هذه الرحلة المباركة، ومن خلال المناسك؛ أن رحلة الحج ترمز بشكل قوي إلى موضوع عدم القرار، وعدم الإخلاد إلى ال...